الدكتور جمال رجب سيدبي؛
2024-09-25

شعارات إعلام حقوق الإنسان مجرّد حبر على ورق!

في إشارة إلى جرائم الكيان الصهيوني في غزة ودعم الغرب لهذا الكيان؛ اعتبر أستاذ جامعة السويس في مصر أنّ شعارات إعلان حقوق الإنسان ما هي إلا حبر على ورق، وليس لها نصيب من الوجود على أرض الواقع.

وفقا لتقرير العلاقات العامة في الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية شارك المفكر الإسلامي الدكتور جمال رجب سيدبي أستاذ الفلسفة والتصوف في جامعة السويس المصرية في اللقاء العلمي "القرآن وحقوق الإنسان" وقدّم فيه ورقة بحث تحت عنوان "نماذج حقوق الإنسان بين الرؤية الإسلامية والميثاق العالمي للأمم المتحدة؛ نظرة نقدية على ضوء أحداث غزة".

أشار الدكتور سيدبي في ورقته إلى مضمون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948، مؤكدا وجود مبادئ أكثر عمقا وشمولا لمضامين هذا الإعلام في التعاليم الإسلامية، وقال: الموضوع الأول هو الكلام في مسألة "تكريم الإنسان" والذي عبّرت عنه الآية الشريفة (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهم مِّنَ الطَّیِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهمْ عَلَى كَثِیرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِیلاً) "الإسراء/70" فهذا التكريم الراقي يشمل جميع الناس دون حدّهم بعرق ولون ودين، في حين أنّ الحضارة الغربية تجعل الفروق في القومية واللون والعرق منطلقا ومبدأ لسلوك الناس.

 وأكدّ الدكتور جمال رجب سيدبي أنّ الشعارات الواردة في إعلام حقوق الإنسان هي في الحقيقة مجرّد حبر على ورق، ولا وجود لها في عالم الواقع، وقال: أين الأخوّة الإنسانية مما يجري في غزة من جهاد ومن دفاع عن الحقوق؟! وأين الضمير العالمي من صون حقوق الإنسان وحق الحرية وحق الحياة؟!

كما عرّج الدكتور رجب سيدبي   على "حقّ المواطنة" موضحا أنّ الإسلام؛ بل والحضارة الإسلامية، ولا سيما ما أسسه النبي الأكرم (ص) قد أقرت حق المواطنة المبني على العدالة وعلى المجتمع المدني

ومن خلال تحليل السلوك الرحيم والكريم لنبي الإسلام (ص) في المدينة المنورة، وخاصة مع اليهود قبل نقض عهدهم، ندرك وجود اعتراف بحق المواطنة في المدينة المنورة لجميع الناس؛ سواء كانوا من المسلمين أو من غيرهم.

وأشار أستاذ جامعة السويس المصرية إلى أنّ معاملة النبي الأكرم (ص) لغير المسلمين؛ ومنهم اليهود، كانت قائمة على الرأفة والاحترام والعدل، وقال: صرّح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بحقوق الحياة والحرية والأمن الشخصي، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ألا يمثّل  ما يحصل في غزة اعتداء صارخا هل حقوق الحياة والحرية والأمن؟!

وأضاف: أين هو ضمير البشرية وأين هي حقوق الإنسان مما يجري في غزة من جرائم ترتكب بحق الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء بجميع فئاتهم؟ وإذا ما صرّح هذا الإعلان بحق الحريّة علينا أن نعلم أنّ الإسلام يدعو إلى الحرية ولكن بمعنى آخر مختلف، وأولها حرية المعتقد، كما تؤكد الآية الشريفة (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) "الكهف/29"، والآية الكريمة (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) "البقرة/256".

واستشهد الدكتور جمال رجب بأقوال المستشرق غوستاف لوبون في كتابه الحضارة العربية، عندما قارن بين سلوك الصليبيين عقب سيطرتهم على القدس وما اقترفوه من مجازر بشعة، وسلوك المسلمين بعد فتحهم للمدينة حيث عاملوا من كان فيها بالتسامح والتكريم والاحترام، وهذا يثبت أنّ الإسلام هو دين الاحترام والتكريم، واليوم نرى مثالا صارخا على وحشية الصهاينة وجرائهم في فلسطين المحتلة وفي القدس، ومحاولاتهم لتهويد المدينة وتخريب المسجد الأقصى.

كما أشار الدكتور جمال رجب إلى تعامل المأمون العباسي في المناظرات المشهورة للإمام الرضا(ع) مع علماء الأديان والفرق الأخرى وزعمائها، حيث ثمّن ممثل المانوية موقف المأمون القاضي بعدم إجبار الآخرين على قبول عقيدته.

وعرّج أستاذ جامعة السويس على  مسألة حرية الفكر في الحضارة الإسلامية، وأشار إلى مثال لتلك الحرية تجلى في قصة الحسن بن الهيثم الذي انتقل من بلده البصرة الواقعة تحت الحكم العباسي إلى الدولة الفاطمية المنافسة في مصر تحت إمرة الحاكم بأمر الله الفاطمي، ورغم وجود اختلافات سياسية إلا أنّه لقي كل الاحترام والترحيب في المكان الجديد. 

كما نقل عن كتاب التراث العلمي في الحضارة الإسلامية تأليف أحمد فؤاد باشا ما مفاده أنّ العلماء المسيحيين واليهود قد حظوا بدعم وإكرام الحكومة الإسلامية؛ ولا سيّما في نهضة الترجمة، وكان هناك الكثير ممن يأتون من البلاد ألأخرى إلى البلاد الإسلامية لطلب العلم والمعرفة، وكان هؤلاء يحصلون على دعم المسلمين من قبيل تأمين إمكانات الحياة مجانا.

وفي ختام مشاركته لخّص الدكتور رجب جمال سيدبي ما قدمه من أفكار في ورقته العلمية، كما صرّح بموقفه الواضح من حرب غزة على ضوء حقوق الإنسان الإسلامية، والذي يتجلى في النقاط التالية:

  1. يجب على الأمة العربية والإسلامية أن تدعم القضية الفلسطينية بكل الأدوات والوسائل المتاحة.
  2. تحرير القدس الشريف وتحرير المسجد الأقصى هو واجب على كلّ المسلمين؛ وتتساوى في ذلك الحكومات والشعوب.
  3. يمكن تحقيق أهداف دعم فلسطين عبر تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية بصورة منظمة.
  4. كان هناك جهود مبذولة من كثير من البلدان العربية والإسلامية إلا أنّ ذلك يبقى قليلا أمام المسؤولية التاريخية تجاه ما يجري في فلسطين، كما أنّ كثيرا من الدول لم تفعل شيئا حتى الآن.
  5. القضية الفلسطينية جزء لا ينفك من الأمن القومي العربي والإسلامي، وبناء عليه يجب فعل كلّ شيء لدعم هذه القضية.
  6. سلاح الدعاء والتضرع للباري تعالى لنصرة المجاهدين في فسلطين هو من أهم وأمضى الأسلحة، كما فعل ذلك النبي الأكرم(ص) في غزة بدر الكبرى، وفي غيرها من المواقع.

 

 

 

 

المنشئ:
المصدر:
روابط عمومی
إضافة تعليق جديد:

نص عادي

Restricted HTML

Image CAPTCHA
أدخل الرموز التي تظهر في الصورة.