حرب غزة ساحة للمجابهة بين النظرة القرآنية وبين النظرة الإنسانوية الغربية للإنسان
بحسب تقرير العلاقات العامة للجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية قدّم فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى فقيه إسفندياري عضو الهيئة التدريسية لقسم الفلسفة الإسلامية والكلام في الجامعة الرضوية والأمين العلمي للقاء "القرآن الكريم وحقوق الإنسان" العلمي الدولي ورقة في هذا اللقاء تحت عنوان "مكانة الإنسان في القرآن الكريم"، أشار فيها إلى وصف الإنسان في آيات القرآن المجيد بنوعين من الأوصاف، وأنّ فهم وإدراك مكانة الإنسان في هذه الآيات يحتاج إلى تأملات حكمية فلسفية عميقة.
وقال موضحا: تارة وُصُف الإنسان في آيات القرآن الكريم بصفاتٍ من قبيل الهلوع والجزوع (إِنَّ الإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً/ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً/ وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) "المعارج/ 19". والظلوم والجهول (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولا) "الأحزاب/72"، وتارة أخرى كان الحديث عن الكرامة الإنسانية أو مقام خلافة الخالق سبحانه في الأرض (لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) "الإسراء/70"، (و إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً). "البقرة/3".
وأردف عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الرضوية: من أجل إدراك وفهم هذه المواقف القرآنية؛ ينبغي الالتفات إلى أنه يمكن حل وفصل هذه المسألة بناء على الاختلاف في الأسس والمبادئ في النظرة إلى مكانة الإنسان في عالم الوجود بين الثقافتين الإسلامية والغربية.
وأضاف: في الثقافة الإسلامية يسعى الإنسان إلى نيل الكمالات منطلقا من فطرته وبناء على النظرة التوحيدية، و عبر الحركة الجوهرية للنفس يمكنه الوصول إلى أرقى وأسمى الكمالات الإنسانية.
وتابع قائلا: نظرة القرآن إلى الإنسان مؤسسة على اعتباره خليفة للحق تعالى على الأرض، وأنه مظهرٌ للصفات والنعوت الربانية، ومن تخلقه وتشبهه بواجب الوجود، ولكن في الجانب الآخر ترى الثقافة الغربية، القائمة على المنهج الإنسانوي، أنّ الإنسان بعد الخلقة ينقطع عن المصدر الإلهي، وأنّ أموره قد وُكِّلت إليه، وأنّ أمانيه وميوله النفسانية هي الأساس والمبنى لجميع حركاته وسكناته.
وفي ختام مشاركته قال الأمين العلمي للقاء القرآن وحقوق الإنسان: نحن نرى تجلي هذين الوجهين وهاتين الرؤيتين في عالم اليوم في حرب غزة؛ حيث يوجد في جانب أناس عميت عيونهم وقست قلوبهم وما لديهم إلا رذائل الصفات قد انقطعوا عن المصدر التوحيدي والإلهي لفطرتهم؛ فراحوا يقترفون أبشع الجرائم ويرتكبون أشنع الأعمال، وفي الجانب الآخر يقف في مواجهتهم أناس ساروا على درب الهداية التشريعية للباري تعالى وقادتهم فطرتهم السليمة ليصلوا إلى مقام المقاومة وينالوا مقام الشهادة.